فيلم أعجوبة - مجتمع مشكاة
2371

الأعجوبة - فيلم Wonder 

قد يبدو للوهلة الأولى فيلماً للأطفال، يحكي قصة طفل يعاني من التنمر بعدَ انتقاله من التعليم المنزلي إلى المدرسة في بداية الص

قد يبدو للوهلة الأولى فيلماً للأطفال، يحكي قصة طفل يعاني من التنمر بعدَ انتقاله من التعليم المنزلي إلى المدرسة في بداية الصف الخامس. تبدو وكأنها قصة اعتيادية شاهدناها لعشرات المرات.. أليسَ كذلك؟ 
 

ولكنه سيجعل الدموع تسيل في عيون الكبار والصغار على حدٍ سواء. يحكي الفيلم قصة الطفل "أوغي" الذي يعاني من متلازمة نادرة تدعى "تريتشر كولينز"، والتي تسبب تشوهات وخلل في عظام الوجه والفكين، والتي تصيب واحداً من بين 50 ألف شخص في العالم. تبدأ الحكاية مع دخوله إلى المدرسة وصراعه للإندماج مع باقي الطلاب. 

 

الفيلم مبني على رواية تحمل نفس العنوان للكاتبة "راكيل جراميلو"، والتي استوحت القصة بسبب موقف تعرضت له هي وابنتها الصغيرة، حيث أنها قابلت طفلة مصابة بهذا المرض، مما جعل طفلتها الصغيرة تبكي، فقامت الكاتبة بمغادرة المكان. ومن ثم سألت نفسها عن تصرفها الذي بالتأكيد قد أدى إلى إيذاء شعور تلك الطفلة التي لا يدَ لها في مظهرها، وعن أنها كانت يجب أن تتحدث مع ابنتها وتحاول تهدئتها. يأتي الكتاب بمثابة اعتذار لكل الأطفال الذين يعانون من التنمر حولَ العالم. 

 

 

يبرز حب ودعم الآباء والأمهات في فيلم أعجوبة، فنرى الكثير من المشاهد والحوارات بين "أوغي" ووالديه، حولَ مفاهيم الإندماج، والتميز، والجمال والإبداع، واللطف مع الآخرين. بالإضافة إلى أهمية التواصل مع الأبناء وبينَ أفراد العائلة بشكل عام، لفهم واستيعاب التحديات التي يمر بها كل فرد، ومحاولة معالجتها وإيجاد حلول لها. 

 

إن خوضَ الحياة اليومية، ليسَ بالأمر السهل على أي شخص، فما بالك بشخص يملكُ شيئاً يجعل الرؤوس تستدير نحوه والعيون تحدق فيه. ما يتعرض له "أوغي" بطل فيلم أعجوبة، شبيه بما نتعرض له جميعنا بشكل يومي، التعرض للنبذ بسبب الشكل الخارجي، أو الدين، أو الجنس، أو غيرها من السمات التي تميزنا كبشر، وتعبر عن هويتنا وانتمائنا. 

في المرة القادمة، التي تفكر فيها بالتحديق في أحدهم.. فكر مرتين، وتذكر هذا المقال. 
 

من أبرز الاقتباسات في الفيلم: 

 

لا يمكنك أن تندمج، عندما تولد لتبرز" 
You can’t blend in, when you were born to stand out. 
"أعرف أنني لست طفلاً عادياً في العاشرة من عمره. أقصد، بالطبع، أفعل أشياءً عادية. آكل الآيس كريم. أركب دراجتي، ألعب الكرة. لديّ إكس بوك، أشياء كهذه تجعلني عادياً، فيما أظن، وأنا أشعر أنني عادي من داخلي، لكنني أعرف أن الأطفال العاديين لا يجعلون غيرهم من الأطفال العاديين يفرون هاربين في ساحات اللعب وهم يصرخون. أعرف أن الأطفال العاديين لا يراهم الناس فتتسع أعينهم لرؤيتهم أينما ذهبوا. لو عثرت على مصباح سحري، وكان لي أن أتمنى أمنية، لتمنيتُ وجهاً طبيعياً لا يلاحظه أحد على الإطلاق. لتمنيت أن أستطيع المشي في الشارع من دون أن يراني الناس، فيديرون وجوههم بتلك الطريقة. إليكم نظرتي للأمر: أنا لست عادياً ولا أبدو عادياً لأحد".